القائمة الرئيسية

الصفحات

"براق النبي محمد صلى الله عليه وسلم: لحظات تاريخية تستحق التأمل"

 

"براق النبي محمد صلى الله عليه وسلم: لحظات تاريخية تستحق التأمل"


البراق الذي حمل الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج كان دابة بيضاء، طويلة تتجاوز طول الحمار وأقل من طول البغل، حافرها عند منتهى طرفها. وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه"، مما يعني أن خطواتها تصل إلى منتهى بصره. وكان للبراق لجامٌ على رأسها، وكانت تحمل سراجاً ..  


يقول أهل اللغة إن "البُرَاق" هو اسم الدابة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء. ويقول ابن دريد إن اشتقاق كلمة "البُرَاق" يأتي من البَرْق، إذا شاء الله تعالى، يعني لسرعته. وقيل أنه سمي بهذا الاسم لشدة صفائه وتلألؤه وبريقه. وقيل أنه سمي بهذا الاسم لكونه أبيض. وقال القاضي: يحتمل أنه سمي بهذا الاسم لكونه ذا لونين، حيث يمكن أن تُقَالُ شاةٌ بَرْقَاءُ إذا كان في خلال صوفها الأبيض طاقات سود. ووُصِفَ في الحديث بأنه أبيض، وقد يكون من نوع الشاة البَرْقَاءِ، وهي معدودة في البيض.



يقول أهل اللغة إن "البُرَاق" هو اسم الدابة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء. ويقول ابن دريد إن اشتقاق كلمة "البُرَاق" يأتي من البَرْق، إذا شاء الله تعالى، يعني لسرعته. وقيل أنه سمي بهذا الاسم لشدة صفائه وتلألؤه وبريقه. وقيل أنه سمي بهذا الاسم لكونه أبيض. وقال القاضي: يحتمل أنه سمي بهذا الاسم لكونه ذا لونين، حيث يمكن أن تُقَالُ شاةٌ بَرْقَاءُ إذا كان في خلال صوفها الأبيض طاقات سود. ووُصِفَ في الحديث بأنه أبيض، وقد يكون من نوع الشاة البَرْقَاءِ، وهي معدودة في البيض.


يُرجع اسم الدابة التي ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء إلى كونها سريعة ومتلألئة، واستُشِهِدَ بذلك بالبرق. ونقل النووي في شرحه لمسلم أن "البراق" مشتق من البرق بسبب سرعته، وقيل أنه سمي بهذا الاسم لبريقه وشدة صفائه وتلألئه.


هل يمتلك البراق جناحان :

لم يثبت أنه كان له جناحان .


ورد لنا هذا الحديث: ( سَخَّرَ الله لِيَ الْبُرَاق ، خير من الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، وَهِيَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، وَجْهُهُ كَوَجْهِ آدَمِيٍّ، حوافيره كحوافر الْخَيل، وذنبها كذب الْبَقَرَةِ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، سرْجُهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، وَرِكَابُهُ مِنْ دُرٍّ أَبْيَضَ مَزْمُومٌ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ مِنَ الذَّهَبِ، لَهَا جَنَاحَانِ مُكَلَّلانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ)، ويقول ابن الجوزي عن هذا الحديث: (هَذَا حَدِيثٌ لَا نَشُكُّ فِي وَضْعِهِ، فَمَا أَجْهَل وَاضعه ، وَمَا أرك لَفظه وأبرده، وَلَوْلَا أَنِّي أتهم بِهِ غُلَام خَلِيل، فَإِنَّهُ عَامي كَذَّاب لَقلت إِن وَاضعه قصد شين الْإِسْلَام بِهَذَا الحَدِيث).

ورد عن ابن عباس، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:  ( فإذا أنا بالبراق، دابة فوق الحمار، ودون البغل، خدّه كخد الإنسان، وذنبه كذنب البعير، وعرفه كعرف الفرس، وقوائمه كقوائم الإبل، وأظلافه كأظلاف البقر، وصدره كأنه ياقوتة حمراء، وظهره كأنه درة بيضاء، عليه رحل من رحائل الجنة، وله جناحان في فخذيه، يمر مثل البرق، خطوة منتهى طرفه)


حديث ضعيف الإسناد، كما ورد عن ابن عباس ومرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا يصحح استخدامه كدليل على إثبات وجود جناحين للبراق.


هل البراق خُلق للرسول :

لا، كان يركب البراق الأنبياء قبل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.

وقد ثبت أن البراق كان معدًا لركوب الأنبياء قبل محمد صلَّ الله عليه وسلم، فعَنْ أَنَسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالبُرَاقِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ ، مُلْجَمًا، مُسْرَجًا، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ، قَالَ: فَارْفَضَّ عَرَقًا)"، وهو حديث صحيح يُثبت بكلام جبريل عليه السلام أن البراق دابة رُكبت من قبل.

وقد ورد وصف البراق الذي ركبه النبي صلَّ الله عليه وسلم في الصحيحين، فروى البخاري ومسلم عنه صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، طَوِيلٌ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِس، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ)"، وهو دليل آخر قاطع على ركوب الأنبياء من قبله صلَّ الله عليه وسلم للبراق، وقد كانوا يربطوه بالحلقة التي ربطه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .


 إلى أين كان الإسراء عندما أخذ البراق النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليهما السلام 

من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرجا إلى ما فوق السماء السابعة .

رزق النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج من قبل الله بعد عشر سنوات من بدء دعوته في مكة. وقد أسرى برفقة الملك المشرف على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس. ثم ارتفع برفقته في السموات السبع حتى تجاوز جميع السماوات. وفي هذا الصعيد العلوي، فُرِضَت عليه وعلى أمته الصلوات الخمس اليومية التي كانت في البداية خمسين صلاة في اليوم والليلة.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم استدان الله بتخفيف عبء الصلوات على أمته، فتوسط وسط السماء السابعة واستدان الله بتخفيفها، حتى جعلها خمس فروض في اليوم والليلة. وفي هذا الوقت، نادى منادٍ يقول: "إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي".

فأجاب الله سبحانه وتعالى قائلاً: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ"، فقد أسرى النبي صلى الله عليه وسلم بمعية الملك المشرف على البراق من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس ثم بدأت رحلة المعراج بعد ذلك.


المعراج :


صعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وكان جبريل عليه السلام يستأذن عند كل سماء ويؤذن له. قابل آدم عليه السلام في السماء الدنيا ورحب به قائلاً: "مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح". وفي السماء الثانية قابل ابني الخالة عيسى ويحيى ورحبا به قائلين: "مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح". وفي السماء الثالثة رحب به يوسف عليه السلام، وفي الرابعة إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، وفي السادسة موسى عليه السلام، وقد رحبوا به جميعًا.

واصل الرسول صلى الله عليه وسلم صعوده حتى وصل إلى السماء السابعة، وهناك وجد إبراهيم عليه السلام، فرحب به قائلاً: "مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح"، فهو جد البشر وإبراهيم أبوه صلى الله عليه وسلم، فرحب به إبراهيم. ثم ارتقى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مستوى يفوق مستوى السماء السابعة، وهناك سمع صريف الأقلام التي تُكتب بها القضاء والقدر، وكلمه الله سبحانه وتعالى وفرض عليه خمسين فريضة في اليوم والليلة. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب التخفيف من هذه الفرائض حتى فرض الله خمسًا في اليوم والليلة، وأجرها خمسين فريضة.



ماذا رأى النبي :

عدة أنبياء في كل سماءٍ نبي، ونهران ظاهران، ونهران باطنان، ورأى آدم ينظر إلى أهل الجنة، وأهل النار.
مما رآه النبي في رحلته إلى السماء ما ورد عن مالك بن صعصعة عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أنه قال: (أَنَّهُ رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ “فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هٰذِهِ الأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ. وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ).

وفي حديث أبي ذر أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلَّ الله عليه وسلم قَالَ: (فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَشَقَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ. ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئَا حِكْمَةً وَإِيمَانا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ،

قَالَ: فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَىٰ، قَالَ: فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالاِبْنِ الصَّالِحِ، قَالَ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هٰذَا؟ قَالَ: هٰذَا آدَمُ، وَهٰذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى قَالَ ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَىٰ السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ)، وقد علمنا من قابل في كلِ سماء، وهذا مما رأى صلَّ الله عليه وسلم في رحلته.



تعليقات

التنقل السريع